تخطي التنقل
الجسد اليقظ
مراجعة لـ

الجسد اليقظ

التفكير في طريقنا نحو الصحة المستدامة


اعتنِ بجسمك.

بواسطة getAbstract Editorial Team

اشتهر رينيه ديكارت برأيه القائل بأن العقل والجسد كيانان منفصلان — وهو منظور أثّر في الطب الغربي لعدة قرون. تتحدى إيلين جيه. لانجر، أستاذة علم النفس في جامعة هارفارد، هذا الفصل بين العقل والجسد، مبينة كيف يؤثر إدراكك العقلي بشكل مباشر في صحتك. ففي حين أن التصنيفات السلبية والتشخيصات الجامدة قد تحد من إمكاناتك، فإن الوعي اليقظ يعيد لك حرية الاختيار والمرونة والسيطرة. وتقدم لانجر دعوة عميقة وعملية في آن: أن نتساءل ونلاحظ ونفكر بطريقة مختلفة حيال صحتنا. وحجتها بأن العقل والجسد شريكان لا ينفصلان في تحقيق العافية، تبدو ثورية وبديهية في الوقت ذاته. وإذا كنت قد شعرت يومًا بالإحباط من تشخيص طبي أو خاب أملك من ممارسة طبية تقليدية لا تتغير، فعملها يمنحك الأمل ويمنحك القوة. تسلط لانجر الضوء على ما ينقص الرعاية الصحية: اليقظة، والفضول، والجرأة على رؤية أن الشفاء يبدأ ليس بالتصنيف، بل بكيفية اختيارك لتفسيره.

ما وراء التشخيصات وشح الموارد.

تتحدى عالمة النفس إلين لانجر واحدة من أكثر العادات ضرراً في الطب الغربي الحديث: النزعة إلى التعامل مع الصحة باعتبارها حالة ثابتة وقابلة للقياس ومطلقة. إذ يمكن للفئات الصارمة والمعايير التشخيصية أن تحول بوادر القلق الأولية إلى تسميات تغير مسار الحياة، فتؤثر ليس فقط على تصرفات الأطباء، بل أيضاً على الكيفية التي يبدأ بها الأشخاص في رؤية أنفسهم. تخيل أن طبيباً واحداً يفسر نتيجة الفحص على أنها دالة على وجود السرطان، بينما يرى آخر، في قراءة لذات النتائج، أن التشخيص سلبي.

غالباً ما تحل وهم اليقين محل الفهم الإنساني. فحينما تتقبل تشخيصاً ما باعتباره قدراً دائماً، فإنك بذلك تتنازل عن قدرتك على التأثير في صحتك. ما تسميه لانجر "تأثير الحد الفاصل" يُظهر كيف يمكن لفارق بسيط في جزء من العلامة العشرية أن يفصل بين “السليم” و”المريض”، حتى عندما يكون مغزى ذلك طبياً ضئيلاً للغاية. فالصحة ليست حالة جامدة؛ بل هي متغيرة باستمرار وفقاً لطريقة تفكيرك واستجابتك لجسدك.


علق على هذه المراجعة