قوة المال

تقوم البنوك التجارية بخلق نقود جديدة عندما تمنح القروض.

في الاقتصاد الحديث، يبدأ وجود النقود بثلاث طرق رئيسية: من خلال إقراض البنوك التجارية، أو عجز الحكومة، أو عمليات الشراء المفتوح التي يجريها البنك المركزي. وفي الأوقات الاعتيادية، يأتي معظم النمو السنوي في حجم النقود الذي يتطلبه الاقتصاد المتنامي من قيام البنوك التجارية بخلق القروض. أما النموذج التقليدي في الكتب الدراسية فيفترض أن البنوك التجارية تجذب مدخرات الأفراد ثم تقوم بإقراض هذه الأموال للمقترضين.

والواقع أن البنوك ليست بحاجة إلى وجود الودائع في قوائمها المالية قبل منح القروض. فقد تضع تعليمات متعلقة بكفاية رأس المال أو نسب الاحتياطي بعض القيود على مستوى الإقراض، بالإضافة إلى تقدير الإدارة لجدوى تلك القروض ومخاطرها. وتقوم البنوك بمنح القروض بناءً على هذه العوامل وغيرها، ثم تعود الأموال الناتجة عن تلك القروض للأفراد والشركات لتدخل مجددًا النظام المصرفي الوطني. ويحدث ذلك لأن أي إنفاق من المقترض لأموال القرض يُنفقه على طرف آخر يقوم بدوره بإيداع المبلغ في حسابه البنكي. وبهذه الطريقة تُخلق ودائع جديدة في ميزانيات البنوك من خلال القروض الممنوحة. وتُبرز هذه القدرة على خلق نقود جديدة الحاجة إلى وجود تنظيم ورقابة خاصة على البنوك التجارية.

الحكومات ليست ملزمة بموازنة إنفاقها من خلال الضرائب والاستدانة.