هراء القيادة

يُعد جيفري بيفر، الذي يشغل منذ عام 1979 منصب أستاذ توماس دي. دي الثاني في سلوكيات المنظمات بكلية الدراسات العليا للأعمال بجامعة ستانفورد ومؤلف أو شريك في تأليف 14 كتابًا، من أبرز خبراء الإدارة في العالم. ومع هذه المكانة، قد لا تتوقع أن يكون بيفر ساخرًا ساخطًا، ذا روح فكاهية لاذعة، يكشف زيف مسلّمات خبراء الإدارة دون هوادة – لكنه بالفعل كذلك.

يحدد بيفر، منذ الفقرة الأولى، موقفه بوضوح لا لبس فيه: فالأساطير والحكايات البطولية، كما يرى، لا تخلق تغييرًا حقيقيًا. ويجد أن الأفكار السائدة حاليًا حول القيادة تنبع غالبًا من التمنيات وليس من الأدلة التجريبية. ويرفض بيفر بنفاد صبر موجة الرواج الحالية التي تزعم أن أفضل القادة هم الأكثر تعاطفًا. ويجادل، بطرافة، بأن القادة النرجسيين أقل عائقًا أمام النجاح من ذلك الوهم الذي يصور التعاون والسلوك الخيري بوصفهما مصدر النجاح.