الجانب الآخر من السعادة

راحة خَدِرة

يؤكد باستيَن أن الأشخاص في العالم المتقدم أصبحوا أكثر عدم تسامح مع كل أشكال الألم. فعلى الرغم من أن الحياة أضحت أكثر راحة وثراءً وأقل تهديدًا من أي وقت مضى من الناحية الموضوعية، إلا أن هذا، كما يبدو، لا يعد كافيًا. ويصف كيف أن قادة الفكر في مجال الرفاه يدفعون باتجاه فكرة أن الحياة الجيدة لا تتكون إلا من تجارب إيجابية فقط. فهم يعتبرون التجارب غير السارة بلا قيمة أو حتى ضارة، بل إنها عائق أمام الصحة النفسية الجيدة. وفي هذا التصور، يُنظر إلى الألم الجسدي أو النفسي كأنه عيب شخصي يجب إصلاحه بالأدوية.

يجادل باستيَن بقوة بأن هذا التوجه يأتي بنتائج عكسية بشكل واضح. فعلى الرغم من الراحة المعاصرة والتفكير الإيجابي، يبقى الألم والحزن ملازمان للإنسان. ويشير إلى أن السعي الدائم لمحو الألم يتصاعد باستمرار: فالتسويق لمسكنات الألم ومضادات الاكتئاب أصبح صناعة بمليارات الدولارات ولا تزال تنمو. ويصف باستيَن هذا النهج غير المتسامح مع الألم بأنه نهج مختل وغير وظيفي، لأنه ينبع من فهم مغلوط للألم والحزن.