الأب الغني، الأب الفقير

أصبح روبرت تي. كيوساكي من أكثر الكتّاب مبيعاً بفضل سلسلة كتبه الأب الغني، الأب الفقير ، حيث تحمل اثنا عشر من أصل ستة عشر عنواناً له عبارة "الأب الغني". كان لدى كيوساكي والدان، أحدهما غني والآخر فقير، وقد قدّم كل منهما دروس حياة انعكست في وصفه لشخصية كل رجل وتجربته. كان أحدهما يخاف الفشل ومات مثقلاً بالديون، أما الآخر فكان جريئاً ناجحاً وانتهى به المطاف إلى ترك أمواله للأعمال الخيرية ولعائلته. وشكّل تباين مواقفهما إلى حد التناقض – خاسر/رابح؛ صغير الطموح/كبير الحلم؛ خائف/جريء – المحور السردي الذي يستند إليه كيوساكي، ويعيد تكراره مراراً وتكراراً.

سرد ممتد

الأب الغني، الأب الفقير هو أشبه بأسطورة طويلة متجددة. يصف كيوساكي نفسه في أعمار مختلفة، ويعرض – كما يدّعي – عبارات دقيقة حرفياً للّحظات التعليمية التي وفَّرها له كلا والديه، والتي كانت في البداية محيرة، ثم أصبحت ذات مغزى عميق لاحقاً. كان الأب الغني يتحدث بالألغاز. كان ذلك يربك كيوساكي الصغير حتى وقعت له أخطاء مالية أوصلته إلى طريقه الحقيقي في الحياة، حينها انكشف أمامه الغرض الحقيقي من حكم والده الثري. توصل هذه التقنية السردية كل درس، لكنها سرعان ما تصبح مملة ومتكررة.