الإشارات

هناك من المتحدثين من يبدع ويذهل الحضور، بينما يفشل آخرون في إحداث أي أثر يُذكر. فبينما يترك متقدّم لوظيفة ما انطباعًا لا يُنسى، يكاد آخر لا يُحدث أي صدى. قد يبدو الفارق بين النجاح والفشل غامضًا وصعب التحديد. إلا أن الباحثة في علم السلوك فانيسا فان إدواردز ترى أن سر التواصل الفعال والمؤثر يكمن في الإشارات: ذلك الطيف الواسع من الإشارات غير اللفظية والصوتية والبصرية التي يستخدمها جميع الناس أثناء التواصل، لكن قلة قليلة فقط تدركها وتستثمرها بوعي وعمْد.

توضح فان إدواردز أفكارها بأمثلة حيّة من الواقع، مثل جيمي سيمينوف، مخترع جرس الباب الذكي Ring الذي يعمل بواسطة الواي فاي. وبينما كان يتنافس في برنامج الواقع التلفزيوني Shark Tank، اكتشف سيمينوف كيف يمكن لجهله بإشاراته الشخصية أن يؤدي إلى كارثة تواصلية. فرغم أن مبيعات منتجه الواعد أظهرت مؤشرات جيدة في بدايتها، إلا أن سيمينوف ـ بحسب فان إدواردز ـ عرقل عرضه التلفزيوني بمجموعة من الإشارات السلبية. فقد أوحت نبرات صوته ولغة جسده بالتوتر وانعدام الثقة بالنفس، فرفض المستثمرون عرضه جميعًا.