ما وراء النظام

يعقب عالم النفس المثير للجدل والمرشد المتردد لمن يفتقرون للبوصلة، جوردان بي. بيترسون، كتابه الأكثر مبيعًا في عام 2018 12 قاعدة للحياة بمجموعة جديدة من اثني عشر قاعدة في كتاب ما بعد النظام. يستعين النص بالأسطورة والكتاب المقدس والفكر المستنير كأدوات لاستكشاف تناقضات الحياة المحيرة ولكنها مُحفِّزة. يهاجم بيترسون الأيديولوجيا بعنف ويحثك على تقدير الجمال، والتحلي بالشجاعة في مواجهة المآسي، وتحمل مسؤولية أفعالك، واحتضان السمو في داخلك وخارجك. وعلى الرغم من أنه غير عاطفي إلا أنه جذاب في صراحته، فهو يقدم نصائح حازمة وعميقة لأزمنة محفوفة بالمخاطر.

المحافظة العقلانية مقابل التحول الإبداعي

تؤكد القاعدة الأولى لبيترسون على أهمية كل من المؤسسات الاجتماعية والإنجازات الإبداعية. يحتاج الناس إلى قضاء وقت مع الآخرين للحفاظ على تنظيم أفكارهم، وعدم نسيان ذكرياتهم، وتقييم تصرفاتهم، وضمان تفاعلهم مع الواقع لا مع الخيال. ولتحديد ما يعتقد المجتمع أنه نافع، يتعين على أفراده الاتفاق على ماهية مشكلات المجتمع وصياغة حلول عملية لها. وتشكل هذه الحلول ما يُعرف بـ"الأخلاق الطبيعية" التي تكرس تأسيس المؤسسات الحاكمة. ورغم أنها ليست حلولاً مثالية، إلا أن المجتمع يعتمد عليها من أجل سيره السليم.