الابتكار البيئي

يجب على العالم البحث عن حلول من خلال المجتمعات المحلية والأفراد الممكَّنين، بدلاً من المؤسسات العالمية، لمواجهة المشكلات الناجمة عن تغير المناخ.

شهد تاريخ الأرض تغيرات مستمرة في الظروف المناخية، إلا أن العشرة آلاف سنة الماضية تميزت باستقرار مناخي نادر، أتاح تطور الإنسان. واليوم، أدت أنشطة البشر إلى زعزعة هذا التوازن المناخي الفريد، وارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 150% عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وقد ثبت قصور الاستجابات العالمية لتغير المناخ، مثل مبادرات منظمة الأمم المتحدة (UN)، وبروتوكول كيوتو، واتفاق باريس.

يرجع السبب الجذري لهذا الإخفاق إلى حدود الطبيعة البشرية: فالتعاون ممكن على مستوى القبيلة، لكنه يظل صعب المنال على الصعيد العالمي. وقد كشفت أزمة كوفيد-19 عن ثغرات النظم العالمية، إذ طغى التنافس على الموارد على الحلول التعاونية. يجب أن تتولى المجتمعات والأفراد — لا المنظمات متعددة الجنسيات أو الهيئات الدولية — قيادة التغيير البيئي إن أرادت البشرية تحقيق الاستدامة بحلول عام 2050. فعلى المستوى المحلي فقط يمكن للأفراد والمجتمعات بناء شبكات تتجاوز الانقسامات الأيديولوجية وتغرس آثاراً محلية مستدامة.

فشلت المؤسسات العامة والخاصة الكبرى في تحقيق تقدم ملموس في معالجة المشكلات البيئية.

على مدى نصف قرن، برزت مؤسسات كبرى، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (...